ـآ‘لـمـؤٍمـن ـآ‘لـقـوٍي

ـآ‘لـمـؤٍمـن ـآ‘لـقـوٍي
---------------

بـسـم الله ـآ‘لـرحـمـن ـآ‘لـرحـيـم

ـآ‘لـمـؤٍمـــن ـآ‘لـقـــوٍي

الله خالقنا يحب عبده المؤمن القوي ويفضله علي المؤمن الضعيف والقوة هنا ليست بالضرورة القوة الجسدية فقد يكون هنا إنسان في عنفوان الصحة بادي القوة لكنه من داخل نفسه إنسان ضعيف متردد
هياب .. ولا يصمد في المواقف التي تتطلب المواجهة ..
فالأهم أن يكون إنساناً قوياً في داخله حتي وإن لم يكن موفور الصحة والعافية والحديث النبوي الشريف يؤكد ذلك : " ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب " ..
والشديد هنا يعني القوي والصرعة هو الإنسان المفتول العضلات الذي يستطيع أن يصارع غيره فيصرعه ..والإنسان الذي يحس بالقوة والتمكن من داخلة يستطيع أن ينجز أشياء يعجز عنها غيره أن
يواجهها بثبات ورباطة ..
مثل هذا الإنسان يعول عليه كثيراً أو هو الذي يمكن أن يعول عليه ولذلك يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم :" المؤمن القوي خيراً وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير .."
والله لا يقبل عذر من يعتذر بأنه كان ضعيفاً مغلوباً علي أمره في قومه مثل من اختاروا مجاورة الكفار في مكة ولم يهاجروا ...
" إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ق َالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُواْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا " .. النساء : 97
اللهم إلا لو كانوا بالفعل من الضعفاء الذين لا إستطاعة لديهم وكذلك النساء والوالدان :" إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً " ..النساء:98
" فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا " النساء : 99 ..
والله يحب القوة لعبادة المؤمنين كأفراد ويحب لهم القوة كأمة .. ولذلك يدعوهم ان يعدوا العدة لقتال اعدائهم ويجهزوا أنفسهم بالعتاد اللازم .. حتي يهابهم أعداؤهم فلا يغامروا بالعدوان عليهم ..فيكفيهم ذلك عن
الإقتتال الفعلي : " وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا " ... الأحزاب : 25 ..
فالقتال نتجنبه إذا كنا مستعدين للقتال وصد العدوان .. أما إن استشعر العدو الضعف فينا فسيغريه ذلك بالإستهانه بنا والعدوان علينا وبالنسبة لأي مفاوضات بين طرفين ..فالذي يفاوض من مركز قوة يحصل
علي مايريده أو جل مايريدة من المفاوضات .. والطرف الذي يفاوض في مركز ضعيف لا يحصل إلا علي الفتات .. ولذلك فالمفاوض الماهر يشعر الطرف الأخر أنه في مركز قوة ويظهر أوراقة الرابحة أو
يلوح بها حتي وإن لم تكن كلها متاحة وجاهزة تحت الطلب ... وحتي بالنسبة للبيع والشراء بين الأفراض أو المؤسسات فالطرف الذي يشعر بأن الطرف الآخر محتاج للبيع بأي ثمن وبأي شروط يستغل ضعف
موقفه ويأخذ الصفقة كما يريدها أو كأحسن مما كان يريدها أو يطمع فيها ... والقوة ليس معناها أن نستقوي علي الضعيف أو عمن أخطأ في حقه ولذلك يقال :" العفو عند المقدرة " ...
والمؤمن القوي يستقوي علي نفسه فيلزمها الجادة ويوجهها الوجهة الصحيحة التي ترضي الله عز وجل وينفذ إرادته فيما يبتغي به وجه الله ولا يتراجع هذا هو المؤمن الحق ......