لميس محمد
انا مزاجي ايه اليوم : sms : يارب ان اصبحت بحزن فامسينى بفرح وان نمت على ضيق فأيقظنى على فرج وان كنت بحاجه فلا تكلنى لاحد سواك ابتســــم فإن الله ماأشقاك إلا ليسعدك عدد المساهمات : 365 نقاط : 27519 السٌّمعَة : 18 تاريخ التسجيل : 19/04/2010 العمر : 35 العمل/الترفيه : حاصلة علي بكالريوس تجارة | موضوع: ثلاثة محاذير نحو قلب يقظ الجمعة يوليو 23, 2010 2:09 pm | |
|
ثلاثة [size=21]محاذير نحو قلب يقظ
في طريق الحياة يتوه كثيرون في متاهات السبل البراقة , غير مستبصرين بنور الهداية الإيمانية النقية
, فتجتذبهم الأهواء , وتتقاذفهم الفتن , فتعود قلوبهم يختلط بياضها بالسواد , ويختلط نقاؤها بالشوائب والكدر ..
وكثيرة هي نصائح الصالحين نحو الحفاظ على القلب بعيدا عن تلك المساقط ,
إلا أننا ههنا نقرب النظر نحو ثلاثةمنها فحسب نراها مبدأ الحذر ..
أولا: إحذر الغفلة عن عيوب النفس
عندما يبدأ قلب المؤمن بالتفتح والسير في طريق الطاعة والعبادة,
يرى الناس من حوله وهم غافلون ضائعون, في هذا الجو يصير عنده نوع من الشعور بالذات
ونوع من الغفلة عن عيوب النفس.
وكم في النفس من عيوب؟ فلا يصح للمؤمن بحال أن يغفل عن عيوب نفسه,
فإنه إن لم يطلع على عيوب نفسه لم يمكنه إزالة تلك العيوب أبدًا, وظل بين الناس يظن نفسه خيرهم
ولا يرى بنفسه عيبًا أبدًا, وتراه وقافًا على عيوب الناس, محبًا لنقدهم وتبيين أخطائهم,
كارهًا لمن وجه إليه نصيحة أو بصّره بعيب فيه, فيكون ذلك مدخل العجب والكبر في نفسه,
وصعب عليه بعد ذلك إصلاحه.
قال يونس بن عبيد: "إني لأجد مائة خصلة من خصال الخير ما أعلم أن في نفسي منها واحدة".
وقال محمد بن واسع: "لو كان للذنوب ريحٌ ما قدر أحد أن يجلس إليّ".
وقال مالك بن دينار: "رحم الله عبدًا قال لنفسه: ألست صاحبة كذا, ألست صاحبة كذا,
ثم ذمّها, ثم خطمها, ثم ألزمها كتاب الله فكان لها قائدًا".وقال مطرف بن عبد الله:
"لأن أبيت نائمًا وأصبح نادمًا أحب إلي من أن أبيت قائمًا وأصبح معجبًا".
وقال أبو وهب المروزي: "سألت ابن المبارك: ما الكبر؟ قال: أن تزدري الناس, فسألته عن العجب؟
قال: أن ترى أن عندك شيئًا ليس عند غيرك, لا أعلم في المصلين شيئًا شرًا من العجب".
ثانيا : احذر ألا يستنير قلبك بالعمل
فكثير منا يكتفي في فعله للطاعات والعبادات بأن يؤديها وينتهي منها,
ولا يحرص على تدبر معانيها والتحقق فيها والخشوع, ولا يحرص أن يحضر قلبه أثناء عملها,
ولا يحرص أن يستشعر قلبه معانيها, فتنتهي العبادة والطاعة وما بقي منها في القلب شيئًا,
وهو تقصير واضح منا في السعي للشعور بأثر تلك العبادات في قلوبنا.
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: "فبين العمل وبين القلب مسافة,
وفي تلك المسافة قُطَّاع تمنع وصول العمل إلى القلب, فيكون الرجل كثير العمل,
وما وصل منه إلى قلبه محبة ولا خوف ولا رجاء ولا زهد في الدنيا ولا رغبة في الآخرة
ولا نور يفرق بين أولياء الله وأعدائه وبين الحق والباطل, ولا قوة في أمره 0 فلو وصل أثر الأعمال إلى قلبه لاستنار وأشرق ورأى الحق والباطل, وميز بين أولياء الله وأعدائه"1
* عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول:
(إن الرجل لينصرف ومـا كتـب له إلا عُشر صلاته, تُسعها, ثمنها, سبعها, سدسها, خمسها, ربعها, ثلثها, نصفها)2.
قال الألباني - رحمه الله -: "أي عشر ثوابها لما أخل بالخشوع والخضوع وغير ذلك" فعلينا أن نحرص على التدبر أثناء العبادات وعلى الخشوع فيها والإخلاص التام لله فيها,
وأن نسأل الله أن يعيننا على حسن عبادته عز وجل.
* عن مطرف عن أبيه رضي الله عنه قال: "رأيت رسول الله يصلي, وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء"4
ثالثا : إحذر خيانة العهد مع الله
إن خيانة العهود صفة من صفات المنافقين,
وعلامة من علامات النفاق, والمؤمن لا يخون أبدًا, بل يفي بعهده مع ربه سبحانه وتعالى وفاءً تامًا إلى يوم يلقاه.
وكم عاهدنا الله عهودًا؟ وكم عقدنا من عقود, نقر فيها بالعودة إليه والإنابة له سبحانه,
ثم ها نحن نخلف العهود, وننقض الوعود, ولا ندري هل يأتينا الموت في وقت نوف فيه أو في وقت غيره؟!
فكن وفيًا بعهد الله الذي عاهدت, وكن ثابتًا على وعده سبحانه, وإياك أن تتساقط في الطريق
وإياك أن ترتد على أدبارك رغبة في دنيا أو خوفًا من الناس, فما أناب إلى الله من خان عهده وغدر به.
قال الله تعالى
{وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ} [النحل: 91]
وقال سبحانه: {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا} [البقرة: 177].
قال ابن القيم: "وهذا يتناول عهودهم مع الله بالوفاء له بالإخلاص والإيمان والطاعة, وعهودهم مع الخلق".
وأنت أيها العامل لله والداعية إلى الله: كن وفيًا لدعوتك, ثابتًا على منهجك مهما حصل لك ومهما تغيرت أحوالك الدنيوية.
وأنت يا طالب العلم, كن وفيًا لعلمك الذي تعلمته, صادعًا بالحق, غير مُخْفٍ له ولا مبدل مهما حصل لك,
فارفع صوتك بكلمة الحق وقل كلمة العلم حتى في أحلك الظروف.
إن الدعوة الإسلامية في أمس حاجة للأوفياء لها, الذين يضحون في سبيل الله بكل غال في سبيل رفعة دينه,
الذين يثبتون على عهودهم كالجبال الرواسي ويدافعون عن مناهجهم كالأسود الضواري,
ويرفعون راية لا إله إلا الله خفاقة عالية, يرفعونها على هاماتهم رغم الجراح,
ويزودون عنها حتى آخر قطرة دم صادقة, فتعلو رايتهم, ويبشرون بالجنة.
[/size] | |
|